البرنامج اليومي للمرأة المسلمة في رمضان

البرنامج اليومي للمرأة المسلمة في رمضان


البرنامج اليومي للمرأة المسلمة في رمضان 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين , وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . أما بعد : فيلاحظ في أيام رمضان على بعض المسلمين والمسلمات , أنه تمضي عليهم أيام الصيام وهم في تفريط وتقصير , واشتغال فيما لا يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة , وعدم تنافس في الخيرات وارتكاب للمحرمات من السماع للزمر والطرب , أو النظر إلى ما حرم الله عليهم , ومن أجل ذلك أحببت أن أضع للأخت المسلمة برنامجا يومياً تقضي فيه وقتها فيما ينفعها , ويرقي درجاتها في الجنة يبتدئ من السحر إلى السحر ..

قبل الفجر:

 يسن للمسلمة أن تتسحر:

 لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بذالك , كما في حديث أنس بن مالك – رضي الله عنه: تسحروا فإن في السحور بركة .*1* والسنة للمسلمة تأخير السحور , ما لم تخـش طلوع الفجر , لما ثبت في ذلك من الأحاديث الصحيحة منها حديث أنس بن زيد بن ثابت قال : 
تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام إلى الصلاة , قلت : كم كان بين الأذان والسحور ؟ قال : قدر خمسين آية *2*

وينبغي أن تنوي بتحضير السحور عدة أشياء منها:

  •  حسن التبعل للزوج
  • الوفاء بحق أولادك عليك
  • إعانتهم على إقامة السنة

وينبغي أن تنوي بتناول السحور ما يلي:

  • إقامة السنة 
  •  التقوّي على الطاعة ( الصيام) 
  • امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم
  •  الإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم .

لا تنسي أذكار الأكل قبله وبعده .عن عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ كُنْتُ فِي حَجْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ فِي الصَّحْـفَةِ فَقَالَ لِي يَا غُلامُ سَمِّ اللَّهَ وَكُلْ بِيَمِينِكَ وَكُلْ مِمَّا يَلِيكَ *3 *وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَكَلَ أَوْ شَرِبَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنَا وَسَقَانَا وَجَعَلَنَا مُسْلِمِينَ * 4 *

 اغتنام هذا الوقت في الدعاء حتى يؤذن الفجر:

 قال صلى الله عليه وسلم "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن* 5*

 أذان الفجر:

الواجب على المسلمة إذا تحققت من طلوع الفجر أن تمسك عن الأكل والشرب:

إذا سمعت المؤذن فمن السنة أن تردد معه ألفاظ الأذان . ثم تدعو بما ورد لتحصل لها شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ جَابِرِ بْنِ عبد الله أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ , مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ *6 *

 الوضوء لصلاة الفجر لا تنسي الدعاء بعد الوضوء:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ .*7*

 ركعتي الفجر.وسنة الفجر ينبغي المحافظة عليها:

 فلقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم لا يدعها سفراً ولا حضراً . عن عائشة رضي الله عنها قالت : لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم على شيء من النوافل أشد تعاهداً منه على ركعتي الفجر ,*8* تقرأ في الركعة الأولى : قل يأيها الكافرون ) وفي الثانية : قل هو الله أحد.

صلاة الصبح في وقتها:

سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل قال " الصلاة لأول وقتها*9*

الذكر بعد الصلاة:

وبعد الانصراف من صلاة الصبح تحرص على الأوراد والأذكار التي تقال عقب الصلوات من التسبيح والتهليل والتحميد والتكبير .ففي الحديث "تسبحون وتحمدون وتكبرون خلف كل صلاة ثلاثا وثلاثين * 10*.وبالإضافة إلى أن تقولي:
 لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. وَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلَاةٍ *11* بالإضافة إلى أن تقولي " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وقبل ذلك كله تستغفري ثلاثا وتقولي اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام *12*

 أذكار الصباح:

وبعدها تقرأ أوراد الصباح , لتكون في حرز من الشيطان , وحصن حصين من الشرور.
والسنة للمسلم والمسلمة أن يمكث في مصلاه إلى طلوع الشمس , وارتفاعها قيد رمح , يذكر الله – تعالى – ثم يصلي ركعتين , ليكتب له أجر حجة وعمرة تامة تامة . لما روى: أن النبي صلى الله عليه وسلم: كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس*13*. ولحديث أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة *14*
وتشغل في جلوسها بقراءة القرآن , حفظاً إن كانت حافظة , أو بمراجعة الحفظ , وإلا قرأت من المصحف ما تيسر لها , وإن لم تكن تعرف القراءة فيمكنها أن تستمع إليها من قارئ أو شريط أو تشتغل بشيء من الأذكار , ومن ذلك أن تقول :لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. مائة مرة . وبعدها تقول : سبحان الله وبحمده . مائة مرة . ليحصل لها ما وعد النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – قال :
 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له , له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب , وكتب له مائة حسنة , ومحيت عنه مائة سيئة , وكانت له حرزاً من الشيطان في يومه ذلك , حتى يمسي. 
ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه )*15* وقال : ( من قال : سبحان الله وبحمده , في يوم مائة مرة حطت خطاياه , وإن كانت مثل زبد البحر )*16*وقول:لا حول ولا قوة إلا بالله , لأنها كنز من كنوز الجنة , فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم أبا موسى الأشعري حيث قال له : ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : قل لا حول ولا قوة إلا بالله )*17* وإن خير ما يقضى به وقت المسلم والمسلمة ، بأحب الكلام إلى الله ، وهو مارواه سمرة بن جندب رضي الله عنه – قال : 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الكلام إلى الله تعالى أربع : سبحان الله ، والحمد الله ، ولا إله إلا الله والله أكبر ، لا يضرك بأيهن بدأت *18*. إلى غير ذلك من الأذكار والأدعية.
 

ركعات الضحى:

بعد طلوع الشمس وارتفاعها قيد رمح ، تصلي الصائمة ركعتين ،أو ما شاءت من الركعات .
في الحديث القدسي " يَقولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَا ابْنَ آدَمَ لا تُعْجِزْنِي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ فِي أَوَّلِ نَهَارِك َ أَكْفِكَ آخِرَهُ *19*

صلاة الظهر:

 فإذا أذن الظهر فاستمعي له ، وقولي مثل ما يقول المؤذن ، وادعي بما ورد بعد الأذان . ثم صلى سنة الظهر القبلية ، وهي أربع ركعات ثم صلي الظهر وبعدها صلي ركعتين . وإن شئت أربع ركعات ، وهو أفضل . ولا تنسي الأوراد عقب الصلوات ، وأن تقرئي ما تيسر من القرآن .

أختاه : احرصي على إيقاظ أولادك وإخوانك لأداء الصلاة سواء الظهر ، أو العصر ، أو غيرهما ، فإن هذا من التعاون على البر والتقوى .

ـ بعد صلاة الظهر وقراءة القرآن تنطلق الأخت إلى إعداد ما تحتاجه الأسرة من الطعام دون مبالغة ولا إسراف . واحتسبي في إعدادك للطعام ، وأنك تقومين على خدمة الصائمين ، فلك أجر عظيم بهذا العمل ،ولا تنسي أن تنوي ما يلي :*حسن التبعل للزوج * إعداد الطعام للصائمين: عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّفَرِ فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ قَالَ فَنَزَلْنَا مَنْزِلا فِي يَوْمٍ حَارٍّ أَكْثَرُنَا ظِلا صَاحِبُ الْكِسَاءِ وَمِنَّا مَنْ يَتَّقِي الشَّمْسَ بِيَدِهِ قَالَ فَسَقَطَ الصُّوَّامُ وَقَامَ الْمُفْطِرُونَ فَضَرَبُوا الأبنية وَسَقَوُا الرِّكَابَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بالأجر .*20*ويمكن إشغال سمعك بما ينفع من سماع لإذاعة القرآن أو شريط إسلامي ولا تنسي الذكر المستمر وأنت تطبخي حتى إذا جاء زوجك قلت له كما قالت بعض الصالحات لزوجها: كل، فوالله ما نضج ذلك إلا على التسبيح .

صلاة العصر :

إذا أذن العصر صلي أربع ركعات قبل الفريضة ، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رحم الله امرءاً صلى قبل العصر أربعاً .*21 * ، ثم صلي الفريضة ، ولا تنسي الأذكار عقب الصلاة ،

صلاة المغرب:

 فرحة الصائمة:

قبيل المغرب تنتظر الصائمة المؤذن ، حيث امتنعت عن الأكل والشرب طيلة يومها ، استجابة لربها ، وعليك أختي المسلمة أن تشغلي هذا الوقت بالدعاء فإنه وقت إجابة كما ورد. فإذا أذن المؤذن استحب لك تعجيل الفطر ، كما روى سهل بن سعد – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قا: لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور *22*ولا تغفلي عن البسملة قبل الأكل ، وأفطري على تمر إن تيسر . ثم رددي مع المؤذن ما يقول .واسألي الله الوسيلة ، والفضيلة .لنبيك محمد صلى الله عليه وسلم. 

 ملاحظة 
 يلاحظ على كثير من البيوت قبل الإفطار أنهم يضعون موائد كبيرة ومتنوعة الأصناف ، مما يؤدي إلى التأخر عن صلاة المغرب ، أو فوات تكبيرة الإحرام ، أو بعض الركعات ، أو فوات الصلاة بالكلية ، وهذا لا ينبغي في غير رمضان ، فكيف في رمضان ؟!

أختي المسلمة : كوني عوناً لأهل بيتك في طاعة الله ، فقدمي لهم طعاماً يسد جوعهم ، واتركي الباقي بعد صلاة المغرب ؛ لأن ترك الصلاة مع الجماعة مخالفة، وخطر عظيم . كما أُذكرك أن لا تنسي الأذكار بعد الإفطار وقبله، ومن هذه الأذكار ما رواه عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا أفطر :
ذهب الظمأ،وابتلت العروق،وثبت الأجر إن شاء الله تعالى *23*
وقوله : الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا ، وجعلنا مسلمين . بعد الإفطار *24*

بعد الإفطار:

 أدي صلاة المغرب في أول وقتها ، والأوراد التي بعدها ، وأذكار المساء .. ثم صلي راتبة المغرب ، وما بين المغرب والعشاء يكمل الصائم أو الصائمة وجبة الإفطار ، وما بقي يمكن شغله مع الأهل بفائدة ، إما بدرس القرآن ، أو بقصة صحابي أو سرد غزوة من غزوات النبي صلى الله عليه وسلم . قال علي بن الحسين – رضي الله عنه - : كانوا يعلموننا المغازي والسير ، كما يعلموننا السورة من القرآن 

الاستعداد لصلاة العشاء والتراويح مع مراعاة الآتي:

إن مما تميز به رمضان صلاة التراويح ، إذ ورد في فضلها أحاديث كثيرة ، منها ما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه.*25*
والسنة للمرأة أن تصليها في منزلها ، وهو أفضل لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن .*26*

وللمرأة أن تصلي التراويح في المسجد ، ولا تنصرف من الصلاة حتى ينصرف الإمام من آخر ركعة ، ليكتب لها قيام ليلة كاملة ، فإذا سلم الإمام من وتره وسلمت قالت : سبحان الملك القدوس ، ثلاثة مرات .لما ورد: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ فَإِذَا سَلَّمَ قَالَ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ *27*

تنبيه :
 إذا خرجت المرأة للصلاة في المسجد فلا يجوز لها أن تخرج متزينة أو متبرجة أو متعطرة لما في ذلك من المفاسد العظيمة ، فإن بيوت الله مواطن عبادة لا صالات فرح وتجمل .

بعد التراويح إلى السحر:

 استقبال الزوج ثم قضاء حاجته وما يريده


النوم ولا تنسي الأذكار والنوم على طهارة:


 كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ قَالَ: اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أَحْيَا وَأَمُوتُ وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أَمَاتَنَا وَإِلَيْهِ النُّشُورُ .*28*لأن كثيرا من الصائمين والصائمات يسهرون الليل كله ، إما في مباح ، أو محرم ، مما يضطرهم إلى نوم غالب النهار ، فيضيعون عليهم كثيراً من أعمال الخير !! فمنهم من يسهر ليله على المعاصي والآثام ، إما بزيارات يتخللها كلام في أعراض الناس من غيبة أو سخرية أو نميمة أو غيرها.
 وإما العكوف على القنوات الفضائية التي يزيد شرها في هذا الشهر الكريم والتي تبث الأفلام والمسلسلات الهابطة والفوازير الماجنة , حيث تذهب بروحانية الصيام , قال تعالى : إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً *29* أو قراءة لمجلات ساقطة هابطة لا خير فيها في الدنيا ولا في الآخرة ، أو خروج للأسواق من غير حاجة ماسة وتضييع للأوقات.
 فنقول لهؤلاء : أين أنتم من سيرة السلف ولياليهم – رضي الله عنهم – إذ يقضون غالب أوقاتهم في طاعة الله ، وينامون جزءاً منه ، ليتقووا على فعل الخيرات والمنافسة في الطاعات . إن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال للأمة مرغباً في شغل أوقاتها في كل خير : فأروا الله من أنفسكم خيراً ونقول لهؤلاء : اتقوا الله في رمضان ، ولا تضيعوا أوقاته فيما لا ينفع ، وفيما لا يكون سبباً لمغفرة ذنوبكم ، فاجتنبوا المعاصي والآثام صغيرها وكبيرها

أعمال يمكن للمسلمة أن تشغل وقتها بها في رمضان:

  •  زيارة أقاربها ، وصلة أرحامها ، وتكون مشتملة على النصح والتوجيه ، وإهداء الأشرطة المناسبة لهم ، من قرآن ، ومحاضرات ، وكتيبات صغيرة . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الرحم معلقة بالعرش تقول : من وصلني وصله الله ، ومن قطعني قطعة الله *30* وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:من سره أن يبسط الله في رزقه ، وأن ينسأ له في أثره ؛ فليصل رحمه .*31*
  • زيارة الجيران لا لتضييع الوقت ، وإنما امتثالاً لحديث النبي صلى الله عليه وسلم :لا يزال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه *32* وهذه الزيارة يكون شيء من الإهداء والتعاون على البر والتقوى والتناصح .
  •  محاولة حفظ شيء من القرآن ولو قليلا، لتكوني من خير هذه الأمة ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:خيركم من تعلم القرآن و علمه *33*أو حفظ بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم.
  • التعاون بين الأخوات لوضع درس علمي بينهن في بعض ليالي رمضان ، لتحفهن الملائكة ، وتغشاهن الرحمة ، وتنزل عليهن السكينة ، ويذكرهن الله فيمن عنده .
  • حضور المحاضرات والدروس المقامة في بعض المساجد – إن تيسر ذلك – لتتفقه في دينها ، لأنهم هم القوم لا يشقى بهم جليسهم .
  • سماع بعض الأشرطة ، ومحاولة تلخيصها ، والاستفادة منها .
  • وضع برنامج لها لقراءة بعض الكتب ، وبحث بعض المسائل العلمية ، وإن كان الأفضل إشغال وقتها بتلاوة القرآن أو حفظه .
  • إذا كانت الأخت تحسن قراءة القرآن ، فينبغي لها أن تجعل لها حلقة لتدريس القرآن الكريم ، لأهل بيتها أو جيرانها ، لما في ذلك من الثواب العظيم .
  • الجلوس مع أولادها أو إخوانها لتربيتهم على حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وحب الطاعات ، وعلى الأخلاق الفاضلة ، والآداب الإسلامية ، إما بتحفيظهم لبعض الآيات أو بعض الأدعية والأذكار ، أو قص بعض القصص الإسلامية . فكم من أخوات تظن أن التربية للأولاد في إعداد الطعام ، وتنظيف الملابس وغيرها ، وتنسى تربية القلب والروح ، وهذا من الجهل بالتربية الحقيقية .

 العشر الأواخر من رمضان:

 في العشر الأواخر من رمضان ليلة هي خير من ألف شهر , ألا وهي : ليلة القدر , وقال تعالى : إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ * سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ *34* وهي في الأوتار كما أخبر بذلك المصطفى صلى الله عليه وسلم , أي ليلة ( 21- 23 25-27 29 ) , ومع ذلك فإن كثير من النساء – هداهن الله – يضيعون هذه الليالي العظيمة في الأسواق , لشراء ملابس العيد أو حلوى العيد , وهذا من الجهل والخطأ , فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخلت العشر شد مئزره و أحيا ليله وأيقظ أهله عليه الصلاة والسلام*35*

ملحوظة :
لا تتكاسلي إذا جاءك العذر الشرعي فأنت منهية عن الصيام والصلاة فقط , أما الأعمال الأخرى فلست منهية عنها , من دعاء وذكر الله , وتسبيح وتهليل واستغفار.* قد تحيض البنت وعمرها تسع سنوات, فيجب عليها الصيام عند ذلك , ولا تنتظر إلى أن تبلغ خمس عشرة سنة من عمرها. * إياك من النكوص والعودة إلى المعاصي التي كنت عليها قبل رمضان , فلا تكوني مثل التي * نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً* 36 *وتذكري ما كنت تعملينه من صيام وصلاة وتلاوة قرآن وإخبات إلى الله , تذكري روحانيات رمضان وكيف كنت تعيشين في سعادة وطمأنينة وعيشة هنيئة , فكيف تريدين العودة إلى حياة الشقاء والضنك , وصدق الله إذ قال : وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى *37*

واعلمي أنك قد تتخطفك يد المنون وأنت قد خنت العهد مع الله , بعد أن أعلنت التوبة إليه , وبكيت بين يديه , فنعوذ بالله من الحور بعد الكور.عليك بالقضاء بعد رمضان حتى تدركي صيام ستة أيام من شوال , لقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر ) *38*

أخيراً :
 أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياك ممن تقبل الله منه الصيام والقيام , وأن يجعلنا من عتقائه من النار , وأن لا يجعل هذا العام آخر عهدنا برمضان , إنه ولي ذلك والقادر عليه.وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وءاله وصحبه.

الهوامش:

 1-2-3-6-8-10-15-16-17-20-22-25-28-30-31-32-33-35-38-
البخاري7-8-11-12-13-18-30-31-38-
مسلم4-5-14-21-24-
الترمذي5-ابن ماجه-19-21-23-26-أبوا داوود27-الإمام أحمد
29/الإسراء(36)34/القدر/36/النحل(92)37/طه(124).

التعليقات

google-playkhamsatmostaqltradent